Wednesday, September 21, 2011

عن الأغلبية الصامتة أتحدث

The English Text المقال باللغة الإنجليزية

قام أحد أصدقائي المؤيدين للبرادعي منذ أيام بالتهكم على الكتلة الصامتة و حقهم في الإنتخاب واصفا الكتلة الصامتة بأنه مصطلح وهمي لا معنى له ومقللا من دور وأهمية الإنتخابات - التي يعلم بكل تأكيد أن لا نصيب لأهل الفضاء الإلكتروني فيها - قائلا باللفظ "دي ثورة ،، مفيش حاجة اسمها أغلبية صامتة وطظ في الإنتخابات" و"ازاى تدي طفل صغير عود كبريت وتقول ديمقراطية" !!

الحقيقة أن موقف صديقي أزعجني للغاية فهو يعبر - بدون المواربة المعتادة - عن احتقار شريحة من النشطاء - المتصفين بأنهم من دعاة الديمقراطية - للشعب المصري و للديمقراطية نفسها ، فهو من ناحية لا يعترف بوجود الأغلبية الصامتة أو على الأقل لا يحترم حقهم في تقرير مصيرهم ولا يختلف عن موقف من يدعوهم تارة الفلول وتارة أخرى حزب الكنبة

وكأنه قد ظهرت من العدم طبقة اجتماعية جديدة تميز نفسها عن الآخرين بوصفها الأرقى والأذكى والأنقى والأكثر فهما وعلما وهي طبقة شباب الانترنت التي ترى أنه يحق لها أن تحتكر مصير الوطن وتحتقر بقية المواطنين الذين شاء حظهم أن يشاركوهم فيه دون أن يشاركوهم فضائهم الإلكتروني!

ورغم من أنني من المفترض أن أنتمي إلى تلك الطبقة المتميزة بوصفي من المدونين وأحد أول وأنشط المتواجدين سياسيا على الفيس بوك والتويتر وغيرهم من المواقع الإجتماعية إلا أنني أجد نفسي مجبراً على رفض تلك الشوفينية الجديدة لدى شباب الإنترنت وذلك الإستعلاء النخبوي المريض الذي يجعل الشخص يظن أن له حقوقا أكثر من غيره لمجرد أنه يمتلك حساب على موقع تعارف اجتماعي أو لإنه يمتلك وقت فراغ كبير يقضيه على مقاهي وسط البلد!

الحقيقة التي يتغافل عنها أصدقائي النشطاء عن عمد أو عن قلة خبرة هي أنه لايمكن بأى حال من الأحوال تجاهل رأى الكتلة الصامتة في إدارة شئون بلادهم التي يعيشون فيها ،، وأنا شخصيا لا يمكنني تجاهل حقيقة أن الأغلبية الصامتة ينتمي إليها أبي المحامي صاحب العضوية القديمة في الحزب الوطني ووالدتي الموظفة التي ذهبت معي يوما لعمل توكيل للدكتور أيمن نور لإنشاء حزب الغد ومع ذلك كانت أحيانا ما تصدق أن التوكيلات مزورة بالفعل وأخي الذي لا يهتم بشئ في الحياة سوي كرة القدم ويؤيد عمرو موسى لرئاسة الجمهورية

هؤلاء الثلاثة أراهم نماذج حية لمصطلح الكتلة الصامتة , فهم لم يكن لهم يوما مدونة أو حساب على تويتر وليسوا بالقطع من الضيوف المزمنين على برامج التوك شو ليقودوا النقاش حول مستقبل البلد التي يعيشون فيها ورغم أنهم كانوا أغلب الوقت ضد نشاطي السياسي إلا أن ذلك لم يمنع أبي وأمي من أن يشاركوا في مسيرات يوم الغضب - الحقيقي يوم ٢٨ يناير وليس المستنسخ عدة مرات بعدها دون نجاح - وأن يتعرضوا لقنابل الغاز المسيل للدموع وأن يتواجدوا في ميدان التحرير أثناء المليونيات ولم يمنع أخي من أن يقف في اللجان الشعبية ليسب الثورة والثوار والخراب ويتهم وائل غنيم بإنه ماسوني رغم أنه لا يعلم معنى تلك الكلمة أصلا ثم يشارك في الاستفتاء ليقول نعم للاستقرار رغم أنه منذ تخرج من كليته منذ سنوات لم يجد عملا مستقراً

هؤلاء هم الكتلة الصامتة ،، ليسوا بالضرورة ثابتين على موقف محدد طوال الوقت مع أو ضد الثورة ومع أو ضد الأخوان أو الليبراليين ،، لكنهم بالضرورة يريدون مصر وطناً أفضل لهم ولأبنائهم ، هم بالضرورة يخافون على مصر حتى ولو لعنوها أحيانا ، هم بالضرورة مواطنين كاملي الأهلية والحقوق ويجب ألا يحاول أحد أيا كان دوره وحجمه أن يتجاوز عنهم كأنهم غير موجودين ومن الحماقة التي تصل لحد الجريمة أن نسخر منهم أو أن نتجاهل حقهم المشروع في المشاركة في إدارة شئون دولتهم عن طريق الوسيلة الوحيدة المتاحة أمامهم وهي التصويت في الإنتخابات وإختيار من يحكم البلاد وفقاً لما يحددونه هم لا وفقا لما نحدده نحن لهم

وإذا ما أعترفنا بحقهم في المشاركة في تقرير مصير وطننا المشترك فلابد قبل أن نلوم العسكر أو الإسلاميين فيجب أن نعترف بأخطائنا قبل وأثناء وبعد الثورة وتقصيرنا الشديد في ترتيب أولوياتنا واختيار قياداتنا الثورية لنجد كل ذلك الكم من المتسلقين والجهلة يتحدثون بإسم الثورة وهم لايفقهون لماذا قامت الثورة أو كيف تدار الدولة مما تسبب في انفضاض الأغلبية الصامتة عن الثورة والأسوأ من ذلك أننا ألقينا باللوم على توفيق عكاشة لأنه شوه صورة الثورة في أعين البسطاء رغم أن العديد ممن نعتبرهم رموز ثورية هم أكثر جهلا وسطحية وصفاقة من توفيق عكاشة ولم نحاول أن نصحح أخطائنا بل أكتفينا بلذة لوم الآخرين وتبرئة أنفسنا

عزيزي الناشط ، الثورة قامت لتعيد للشعب حقه في تقرير مصيره بنفسه ودون وصاية من أحد ولم تقم لتأخذ السلطة من مبارك لتعطيها لك ولأصدقائك على صفحتك على الفيس بوك

عزيزي الناشط ، ليس فضلا منك إنك شاركت في الثورة - فأنت مجرد واحد من ملايين المصريين - وليس فضلا منك أن لديك حساب على تويتر حتى تصدعنا ليل ونهار أن الثورة أنتصرت عندما استمعت إليك وانكسرت عندما تركتك ورحلت عن التحرير ،، لو كنت تملك رؤية أو تأثيرا أو منطق أفضل من غيرك لإستمع الناس إليك

عزيزي الناشط ، لست أكثر حرصا على مستقبل مصر من بقية أهلها ولا تعطيك ساعات فراغك التي تقضيها على الإنترنت ميزة عن غيرك لتطالب بحقوق لنفسك فوق حقوقهم

عزيزي الناشط ، الثورة قامت من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ، فإذا ضبطت نفسك تحتقر حق الشعب في تقرير مصيره أو تصفه بالجهل أو السذاجة أو تطالب بمنع بعض حقوقه عنه لإنه غير مؤهل لممارستها فإعلم إنك أنت الجاهل الساذج غير المؤهل لتكون صاحب سلطة تقرير مصير غيرك

عزيزي الناشط ، الثورة قامت من أجل الديمقراطية ، فإذا جعلت الثورة فوق الديمقراطية فتوقع أن تكون الثورة القادمة ضدك أنت من حيث لا تدري ولا تحتسب ,,

أحمد بدوي الرفيعي
15-9-2011

تدوينات اخرى في نفس الموضوع

عن حتمية انتصار الثورة ..فقدان النظام لقوته
http://bad-way.blogspot.com/2011/02/1.html

الشرطة في خدمة الشعب .. طب والشرطة العسكرية في خدمة مين؟

http://bad-way.blogspot.com/2011/02/blog-post_21.html

الفوضي القادمة وكيفية التغلب عليها

http://bad-way.blogspot.com/2011/02/blog-post_26.html

اللعب مع الجيش

http://bad-way.blogspot.com/2011/03/blog-post_24.html

اسقاط شرعية الجيش الآن هي الثورة المضادة

http://bad-way.blogspot.com/2011/04/blog-post_3320.html

المجلس الرئاسي والتهريج السياسي

http://bad-way.blogspot.com/2011/05/blog-post_22.html

أرفض تأجيل الانتخابات

http://bad-way.blogspot.com/2011/05/blog-post_30.html

مصر الجنة في انتظارنا

http://bad-way.blogspot.com/2011/06/blog-post_17.html

اللي بيحصل في مصر

http://bad-way.blogspot.com/2011/07/blog-post.html


انتصار الثورة المضادة
http://bad-way.blogspot.com/2011/07/blog-post_23.html


قل أعراب ولا تقل سلفيين
http://bad-way.blogspot.com/2011/07/blog-post_30.html

10 comments:

ahmed ghoniem said...

أعتقد ان هناك مسئولية تاريخية كبرى على من يملك المعرفة ليقود ثورة في التوعية تجاة نشطاء الانترنت قبل الكتلة الصامتة احيانا اصاب بالاحبط من مدى جهل بعض رؤساء الاحزاب الجديدة والقديمة واتعجب من كيفية وصول هؤلاء الى مناصبهم فلم اكن لاتخيل يوما رئيس حزب مثلا يقول ان حزبة ليس لة اديولوجية او تعريف او هوية اؤيد كلامك جدا وارجوا ان تتوجة الجهود للتوعية حتى يحدث التغيير الحقيقي

Khaled Moawad said...

كلامك صح .. بس أنا رأيي الاغلبية الصامتة تعريفها مختلف من شخص لآخر .. يعني الاغلبية الصامتة عندي اعتبرها من تنازل عن حقه فالإنتخابات .. فـده ملوش إنه يعترض بعد كده لإن كان عنده فرصة ورفضها.

Anonymous said...

كلامك ممتاز و عظيم ولكن هناك خلط دائم بين مفهمومين الأول هو الديموقراطية والثانى هو الرأى و الرأى المعارض!الحق و الصواب دائما واحد وليس اثنان والديموقراطية هى أن تتفق فئتان على هذا الصواب و تختلفا فى أسلوب تحقيقه ولا يجب أن يظل هذا الخلاف إلى الأبد ولكن الفئة الغالبة تقوم بتنفيذ الهدف وفقا لطريقتها و الفئة المعارضة تراقب هذا التنفيذ فإذا اتضح خطأ الأغلبية تتنحى و تفسح المجال للمعارضة لتنفذ ما تراه لتحقيق نفس الهدف.أما الرأى و الرأى المعارض فهو من عبقريات عصر مبارك فخلاصته هو ألا نتفق على أى شىء و كلما خرجت أنا برأى فيجب أن تعارضه أنت و العكس صحيح حتى ولو لم تدرك لماذا!وبهذا تصبح المعارضة هدفا و ليس وسيلة!.مثال حى هو الاستفتاء أى شخص لديه ذرة من الوعى يدرك أن الدستور وهو تحديد العلاقة بين الحاكم و المحكوم يجب أن يوضع أولا قبل انتخاب هذا الحاكم وبرلمانه ومطالبتهما بعد ذلك بتحديد هذه العلاقة وتحجيم صلاحياتهمالكى لا يفسدا! ولصالح الشعب! .هذا هو الصواب وهذا هو المنطق وهذه هى الحقيقة ولكن الأغلبية ذهبت لتختار العكس!لا لشىء إلا نكاية فيمن قالوا الصواب أو انقيادا لأصحاب المصلحة فى إقامة الانتخابات فى ظل الفوضى أواستماعا لمن قالواأن الاختيار الصواب هو الكفر والقلة هى من اختارت بناءا على تفكير حتى ولو خاطىء أو على الأقل كانت تدرك ماتفعله!.النماذج التى عرضتها ياعزيزى تؤكد هذا المعنى أناس لايفقهون شيئا فى السياسة يجب أن أن نقضى على الثورة بسببهم لأن هذه هى الديموقراطية!.ولماذا لا تكون الديموقراطية فى احترام رأى من ينزلون الشارع لمحاولة انقاذ ماتبقى من الثورة بدلا من النداء الشهير للأغلبية الصامتة "كفاية الله يخربيوتكوا خربتوا البلد"!

Anonymous said...

كلام رائع ويلخص الحاله الي بنمر بيها لكن ناقص براجراف واحد ............نعمل ايه دلوقتي ا؟؟؟؟؟؟؟الضغوط الاقتصاديه الفظيعه والمتعمده من وجهه نظري اللي بيتعرض لها الناس مخلياهم مش طايقيين يسمعوا اي حاجه عن الثورة يبقي ايه الحل

Unknown said...

@Anonymous 1

مجرد ان حضرتك تخيلت ان الاغلبية اختارت غلط لأنها مضحوك عليها ولانها متواطئة ولإنها مش عارف ايه فده دليل على انك لو وصلت للسلطة حتتعامل مع الاغلبية بمنطق انك الاعرف منهم بمصلحتهم وانهم أغبيا مش قادرين يختاروا الصح اللي انت شايفه صح

أنا صوت بلأ لسبب واحد هو ان عدد اللي صوتوا بلأ يزيدوا

لكن انا كنت ولازلت شايف ان لو نتيجة الاستفتاء طلعت بلأ - في المشمش - كان مصر وضعها بقى أسوأ بمراحل دلوقتي لأن مكنش فيه آليات لده وكل المطروح مجرد كلام نظري ملوش ظل على أرض الواقع

Anonymous said...

القلة هى من اختارت بناءا على تفكير

Anonymous said...

قريتها دى؟ولا قريت لغاية ماعجبك بس؟أو لغاية اللى ماعجبكش؟قوللى بقى البلد كان هيبقى حالها أحسن فى ايه إن شاء الله؟كان هيسقط الدستور و تحطه لجنة فقهاء دستوريين.دستور توافقى يتفق عليه الجميع مش نستنى مجلس شعب و إحنا و نصيبنا!ونستناهم يطلعوا كويسين و يتنازلوا عن سلطاتهم!ثانيا لما المجلس طلع بإعلانه الدستورى منفردا بأربعين مادة من دماغه و بدون استفتاء على الست مواد الخايبين يبقى اسمه نصب على اللى قالوا "نعم"سواء عجبكو ماعجبكش

Unknown said...

مين اللي كان حيختار لجنة كتابة الدستور ؟

الجيش برده ؟ اللي هو نفس اللي اختار اللجنة الاولانية اللي معجبتش حد

طب يختار لجنة مين اعضائها ؟ الليبراليين ولا الاسلاميين ولا الشيوعيين ولا القوميين ولا الليبراليين ؟

ولما كل دول يتخانقوا مين يحدد مين فيهم له شرعية تحديد المسار ؟ مين فيهم الشعب اختاره ؟

لو كان اتعملت لجنة لكتابة دستور جديد من غير ما الشعب ما يختارها كان زماننا لسة بنتخانق على اسماء اعضائها

Anonymous said...

ماكانش هيبقى فيه أصلا انقسام الى سلفيين و ليبرليين وعلمانيين ماتنساش ان التقسيمات دى ظهرت نتيجة للاستفتاء زى ما المجلس كان عاوز بالظبط ماكنتش هتبقى مشكلةكبيرة أوى أعضاء اللجنة زى ماهى دلوقتى!كان السادة القضاة و ضعوها وعلى فكرة طريقة تحديد الأعضاء معروفة وبعدين أنا بتكلم على نتيجة نعم هل أنت برضه مصر لغايةالنهاردة أن دهكان الاختيار الأصح و أدى لخير البلد و الديموقراطية؟

Anonymous said...

كنت مؤخرا قد جاء عبر بلوق الخاص بك وكانت القراءة على طول. ظننت انني سوف يترك تعليقي الأول. أنا لا أعرف ماذا أقول إلا أن لقد استمتعت القراءة. نيس بلوق.