Sunday, December 11, 2011

Persepolis


فيلم بلاد فارس (بيرسيبوليس) من أجمل وأهم الأفلام اللي أتفرجت عليها واستمتعت بيها وكنت أتمنى أشوفه مترجم للعربي واخيرا أمنيتي اتحققت



الفيلم بيحكي قصة بنت إيرانية عاشت بدايات الثورة الإيرانية وهي طفلة وعاشت آثارها في مراهقتها وشبابها

صحيح انا مقتنع ان مصر حاليا صعب جدا تتحول لإيران تانية لكن مع ذلك التعلم من تجارب الآخرين أمر مهم للشعوب الحية

أتمنى يعجبكم وتبعتوه لصحابكم

Friday, December 9, 2011

رسالة إلى من يهمه أمر مصر

رسالة إلى من يهمه أمر مصر

قابلت العديد من السياسيين والصحفيين من مختلف جنسيات العالم خاصة بعد الثورة بصفتي مدون وناشط سياسي مصري ومدير برامج المعهد المصري الديمقراطي .. تناولت المواضيع التي طرحت للمناقشة في تلك المقابلات جوانب عدة منها ما هو خاص بدوري في الثورة وتحليلي لجوانبها المختلفة خاصة دور الإنترنت ومنها ما هو عام عن مستقبل مصر السياسي ..
تعلمت الكثير في تلك اللقاءات عن كيفية رؤية العالم للمصريين قبل وبعد الثورة ..
أتذكر جيدا مؤتمر جمعني بعضو منظمة "الإشتراكية الدولية" قبل الثورة بشهور والذي أجابني عن سؤالي عن سبب رفض الأوروبيين مساعدة المصريين في الحصول على الديمقراطية مبررا ذلك بخوف الأوروبيين مما يأتي بعد مبارك , وشرح اجابته بما معناه أن المصالح أقوى من التعاطف الذي يحمله الأوروبيين نحونا
ثم أتذكر جيدا تغير الوضع بشكل كامل بعد الثورة وكيف أصبح السياسيون والصحفيون الغربيون ينصتون لما نقول في محاولة لفهم أعمق وأشمل لما يحدث في مصر بعد أن فوجئوا بتحرك ثوري ضخم يختلف عن كل قراءاتهم وتوقعاتهم ولم يمكنهم استيعابه بسهولة
في العديد من تلك اللقاءات والحوارات صادفني سؤال متكرر أظنه صادق وحائر أيضا من أشخاص من دول مختلفة ومن خلفيات أيديولوجية ومنطلقات مصلحية مختلفة وجاء السؤال بصيغ – "ما الذي يمكن أن نفعله لنساعد المصريين؟" – "كيف نساهم في بناء الديمقراطية في مصر؟" – "ما الذي يحتاجه المصريون بعد الثورة حتى تتحول مصر الى دولة ديمقراطية؟"
قد يظن الكثير من المصريين أنه سؤال مخادع وأنه لا يوجد من يتمنى لمصر أن تتقدم وأن تصبح دولة ديمقراطية حرة .. ولكنني أؤمن بصدق الرغبة لدى الجميع في تحويل مصر لدولة ديمقراطية حرة متقدمة منفتحة على العالم لإن البديل الوحيد المتاح عن ذلك هو أن تصبح مصر دولة مصدرة للفوضى والإرهاب والتوتر وعدم الاستقرار
أجتهدت مرات مختلفة للإجابة عن نفس السؤال بصيغه المختلفة ثم قررت أن أصيغ اجابة واحدة في مقال واحد لعلها تكون إجابة مفيدة للمصريين ومستقبلهم

السؤال : كيف يمكنكم أن تساعدوننا ؟
الواقع يقول أن هناك آلاف الطرق التي يمكن لأى دولة أو مجتمع متقدم أن يساعد بها مجتمع نامي لا يزال يخطو خطواته الأولى على طريق الديمقراطية والحرية
والواقع يقول أن أكثر من يستطيع مساعدتنا هم جيراننا الأوروبيين والبحر متوسطين بسبب قربهم الجغرافي والثقافي والتاريخي والمصلحي لذلك دائما ما يكون كلامي موجها عند الإجابة على هذا التساؤل – بوعى أو بدون وعي – لجيراننا الأوروبيين أكثر من غيرهم
يمكن التحدث عن الضغط على الحكومة المصرية للقبول بالخضوع لمعايير ومبادئ حقوق الإنسان كما يمكن أيضا الحديث عن أهمية تمويل المجتمع المدني المصري خاصة الناشط في مجال التعليم المدني حتى يستطيع أن ينشر أفكار الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في مصر
لكن تلك الصيغ بهذا الشكل عادة ما تثير حفيظة المصريين ونفورهم , فرغم كل شئ تبدو المطالبة بالضغط الأجنبي على الحكومة الوطنية لأى هدف مهما كان نبيل أمر سئ السمعة غير مقبول حتى في المجتمعات الديمقراطية , ويبدو الحديث عن تمويل المجتمع المدني – رغم أهميته البالغة ورغم مشروعيته – تسولا يُشعر المصريين بالمهانة أكثر ما يشعرهم بالإمتنان
ولذلك أحب في إجابتي دائما أن أبتعد عن تلك النقاط وأركز على نقطة أخرى أراها أساسية ولا يمكن إغفالها – كما أنها توافقية إلى حد كبير – هي الدعم الثقافي بعيد الأمد

الإجابة : الثقافة والتعليم : الترجمة – المكتبات – مراكز البحوث – البعثات التعليمية ...
إذا ما كنا نريد حقا أن تكون مصر (ومن خلفها الدول العربية والإسلامية) دولة ديمقراطية عادلة تحترم مبادئ حقوق الإنسان وتحفظ كرامة مواطنيها وحرياتهم وبالتالي لا تصدر الهجرة العشوائية إلى أوروبا أو الإرهاب إلى بقية دول العالم فيجب أن يتعاون الجميع في الدعم الثقافي والحضاري للمجتمع المصري
أعتمد محمد علي مؤسس الدولة المصرية الحديثة في القرن التاسع عشر على الترجمة والبعثات التعليمية لأوروبا ليحول الطبقة العليا من المجتمع المصري إلى طبقة متعلمة مثقفة قادرة على ادارة الدولة بشكل متحضر منظم بأحدث طرق الإدارة في ذلك الزمان ومن القصص المؤثرة في ذلك الصدد قصة حياة شاب صغير بدأ حياته كبائع بطيخ لا يعرف القراءة والكتابة وانهاها كواحد من أبرز واشهر أطباء مصر في ذلك العصر
والحقيقة أننا نحتاج لحركة ترجمة جديدة واسعة وشاملة لنقل الحداثة والتطور إلى الشعب المصري ككل حيث لم يختلف الوضع سوى في التطور الجبار في طرق الترجمة والاتصال
-         نحتاج لحركة ترجمة واسعة من كل لغات العالم للغة العربية .. وعندما أتحدث عن الترجمة لا أتحدث عن ترجمة الكتب السياسية والفلسفية فقط بل والمقالات اليومية في جرائد العالم والأفلام السينمائية والوثائقية والعلمية أيضا بل وترجمة مواقع الإنترنت الكبرى .
نحتاج لتكرار تجربة موقع لي-لك لتصبح هناك نوافذ متعددة للحوار بين الكتاب الشباب المصريين وغير المصريين , حيث يستطيع كل شخص أن يعبر فيها بلغته ويتفاهم مع الآخرين دون أن يحتاج إلى تعلم لغة وسيطة

-         نحتاج لمكتبة كبرى في كل محافظة في مصر ولنتخيل الوضع لو قامت كل دولة عضو بالإتحاد الأوروبي بإنشاء مكتبة بإسمها بالإتفاق مع الحكومة المصرية في إحدى محافظات مصر بمعايير حديثة متطورة وأثر ذلك على رفع المستوى الثقافي للشباب وانفتاحهم على ثقافة تلك الدولة وحضارتها

-         نحتاج أن يتم دعم التعليم المصري الأساسي والفني والثانوي والجامعي بطرق تدريس وتدريب حديثة تواكب العصر وتخرج أجيال من المصريين القادرين على البناء والإدارة والتخطيط بشكل علمي سليم .. لو قامت كل دولة متقدمة ببناء مدرسة واحدة حديثة أو معهد فني أو قسم في جامعة في مصر لتغير شكل ومضمون التعليم المصري للأبد

-         نحتاج لتوسيع البعثات الطلابية المصرية لمختلف دول العالم المتقدم – بعثات تتعايش مع ثقافات العالم المختلفة في الشرق والغرب – بعثات طلابية تزور آسيا وأمريكا وأوروبا وتعود لمصر تحمل الخبرات التقنية والمعيشية لتساهم في بناء مجتمع
بإختصار نحتاج منكم أن تساعدوننا في بناء عقول جديدة منفتحة لأجيال جديدة من المصريين المقبلين على العالم المتفاهمين معه المساهمين في رخائه وتقدمه والفخورين بكونهم جزء أصيل وفاعل منه .. فهل ستساعدوننا ؟

أحمد بدوي
كاتب وناشط سياسي مصري
9 ديسمبر 2011

Thursday, November 24, 2011

لماذا يقتلون الثوار؟


لماذا يقتلون الثوار؟ 

رأيي أن كل مايحدث هدفه الأساسي تأجيل تسليم السلطة لبرلمان منتخب يشكل حكومة حقيقية 

يرى البعض أن مقعد البرلمان هو مطمع شخصي لكل منتفع يريد الوصول إليه ليحقق مصالحه ولكنني أرى أنه أيضا مطمع كل من يسعى لأن يكون ممثلا شرعيا حقيقيا للشعب المصري والصراع بين أولئك وهؤلاء يحدد الكثير من صفات المستقبل 

قد ترى أن البرلمان لن تكون له سلطة حقيقية إذا ماتم إنتخابه ولكنني أرى العكس، أرى أن برلمانا منتخبا - مهما كانت المعوقات التي وضعت أمام انتخابه والتي قصد منها أن يخرج مشوها - سيكون هو الخطوة الأساسية في طريق تسليم السلطة للمدنيين المنتخبين المرتبطين بإرادة الشعب الذي أنتخبهم وليس إراداتهم الخاصة أو الخاصة بمن عينهم في مناصبهم 

أنظر معي لتطور الأحداث لتفهم لماذا يقتلون الثوار ، العنف المفاجئ قبل الإنتخابات بأيام وجيزة ثم المستمر رغم كل محاولات التهدئة والمبالغ فيه من ناحية الشرطة ،والإدعاء الخيالي بأن الجيش لا يستطيع الفصل بين الجانبين - الثائرين و الشرطة ! وكأن الشرطة تحولت فجأة لمؤسسة أو ميليشيات ذات استقلال خاص لا تخضع لأوامر من يحكم البلاد! 

التحول الإعلامي غير المسبوق ضد المجلس العسكري حيث يفاجئني شخصيا أن يسمح التلفزيون المصري للمعارضين للمجلس العسكري بإختراقه عن طريق الظهور على قنواته بدون تحفظ بعد شهور من سحق - بالمعنى الفعلي والمؤلم للكلمة - كل من جرؤ على محاولة إقتحامه أو محاصرته ، 

التحول العجيب في مواقف إعلاميين وصحفيين وجرائد نعلم جميعا أنهم أبواق للسلطة - أى سلطة - ونعلم يقينا صلتهم بالأجهزة الأمنية في عهد مبارك ومابعد عهد مبارك والذين نجدهم فجأة يهاجمون المجلس العسكري وكأن هناك من أذاب أطنان من حبوب الشجاعة في مياههم المعدنية 

يبدو لي الأمر وكأنه تصعيد مفتعل مدروس - كان لدى خبراء الحرب النفسية شهور طويلة لدراسة وتحليل الشارع المصري بمكوناته المختلفة للخروج بخطة مثل تلك - والذي يظهر وكأنه تصعيد قوي ضد المجلس العسكري يسفر في النهاية عن تغيير الحكومة فقط وإعطاء الحكومة الجديدة - حكومة التحرير الثانية - صلاحيات أوسع مما كانت لدى الحكومة القديمة وتظل في كل الأحوال بصلاحيات أقل مما كان سيطالب بها نواب البرلمان المنتخبين 

تغيير الحكومة مع استمرار الشرطة في البطش بالمتظاهرين - خاصة في المحافظات التي ستنتخب في المرحلة الأولى - مع تلك المحاولة المزعومة لإغتيال حازم أبو اسماعيل ، كلها ظروف تمنع عقد الإنتخابات بطبيعة الحال أو تؤدي لأكبر قدر ممكن من المقاطعة والإنسحابات ، وفي نفس الوقت تضعف شعبية أولئك الذين تذبذب موقفهم من الوقوف مع شرعية التحرير أو شرعية الإنتخابات والذين بدا لكل المتابعين أنهم سيحصلون على نصيب الأسد في البرلمان المنتخب إن تم إنتخابه الآن ويبدو الآن أنهم قد فقدوا جزءا كبيرا من مصداقيتهم 

تؤدي تلك الإضطرابات المصطنعة في النهاية لغياب البرلمان المنتخب لعدة شهور أخرى - يمكن فيها تحميل الحكومة التي سيتم تشكيلها بإسم التحرير - ولن تحمل أى تناسق أو رؤية بطبيعة الحال - جميع مشاكل النظام ، ليثبت التحرير فشله مرة أخرى في إختيار حكومة تنقذ مصر - يرفع ذلك من أسهم مرشحين رئاسة بعينهم محسوبين على النظام ويمكن استخدام ذلك الفشل بسهولة بعد ذلك لتوجيه الرأى العام - ولندخل في جولة أخرى طويلة من المساومات والمفاوضات والتسويف وكأن مستقبل مصر بلا ثمن 

ترى ،،، هل نكتشف في يوم من الأيام أن المدرعات خرجت من معسكراتها يوم ٢٨ يناير وهي تحمل بالفعل عبارة "يسقط حسني مبارك" ؟

Thursday, November 10, 2011

أحمد بدوي ووثيقة المبادئ فوق الدستورية

 أحمد بدوي ضيف الحلقة الأولى من برنامج "فهمني شكرا" على موقع أقباط متحدون متحدثا عن وثيقة المبادئ فوق الدستورية يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2011

 
الجزء الأول

الجزء الثاني

Sunday, October 23, 2011

قل الدولة الطائفية ولاتقل الدولة الدينية


الدولة الدينية أم الدولة الطائفية؟ 


مقدمة لابد منها عن أهمية المصطلحات المستخدمة في الحوار - خاصة السياسي - حتى يكون للحوار فائدة أكثر من تزجية الوقت وتفريغ شحنات الغضب أو استعراض القدرات البلاغية والخطابية للمتحاورين ، سأكتفي بواقعة طريفة حدثت لي في أحد المراكز البحثية السياسية الكبرى عندما كان يفترض بأحد علماء السياسة المشهورين اعطاء محاضرة لمجموعة من الشباب - كنت أحدهم - عن مبادئ علم السياسة ، وأثناء حديثه عن "الأيديولوجيات ودورها" فإذا بأحد الشباب يسأله "يعني إيه أيديولوجيا يا دكتور؟" فرد العالم السياسي بأن الأيديولوجيا هي منظومة فكرية متكاملة ، فتسائل الشاب - وأظنه ينتمي للتيار الإسلامي - 

"وهل الأخوان المسلمين أيديولوجيا؟" 
هنا ضحك العالم السياسي وقال بسخرية "إن شاء الله"
ضايقني الموقف وشعرت بالإهانة التي لحقت بالشاب لا لشئ سوي أنه صادف مصطلحا جديدا لم يقابله من قبل ، لكن في نفس الوقت شعرت بمدى أهمية ما كنا شرعنا فيه بالفعل أنا وزميلتي اسراء نوح - التي شاركتني حضور ذلك اللقاء - في تخصيص أول محاضرة في كورس مدرسة السياسة لل"مصطلحات السياسية" المستخدمة في حواراتنا اليومية والتي قامت هي بإعداده بنفسها ، في محاولة منا لمنع ذلك الموقف من التكرر مرة أخرى وإيجاد مستوى مبدئي من الاتفاق على المصطلحات لدى الحاضرين في مدرسة السياسة 

أعود للموضوع الأصلي وأقول أن استخدام مصطلح ملتبس مثل مصطلح "الدولة الدينية" كفيل بخلق حالة من إنقطاع التواصل التام بين المتحدث والمتلقي غير الناشط سياسيا ، فعندما يرسخ في ذهن السواد الأعظم من المتلقين بإختلاف درجاتهم العلمية وأمزجتهم أن الدين هو مصدر الأخلاق والعزة والرحمة والعدل فلابد وأنه سيتعجب عندما يقول أحدهم أنه لا يجب نسب الدولة للدين وأنه يرفض أن يعيش تحت حكم ديني في "دولة الدينية" ! فهل نرفض دولة تقوم على الدين الذي هو منبع الأخلاق والعدل والعزة؟! 

يستخدم دعاة التيار الإسلامي ذلك التناقض بأقصى قدر من الذكاء عندما يوجهون خطابهم لدعاة التيار المدني بقولهم "أنه ليس في الإسلام دولة دينية" وأن "الدولة الإسلامية ليست دولة دينية" بينما يوجهون خطابهم للناس بأن أولئك الذين يرفضون دولة الإسلام هم الكفار والمنافقين وأعداء الدين 

هنا نجد إلتباسا غير مقصود في معظمه عند أغلب دعاة الدولة الإسلامية حيث يقومون بتعريف الدولة الدينية بإنها "الدولة التي يتولى فيها الحكم رجال الدين بتفويض إلهي" وبينما يقولون ببعض الصدق أنه ليس هناك ثمة "رجال دين" في الإسلام فلذلك لا معنى لرفض الدولة الدينية الإسلامية فهي ليست مثل الدولة الدينية المسيحية التي حكمت أوروبا وخربتها في العصور الوسطى 

يظهر جليا ذكاء المتحدث الإسلامي حيث يضرب عصفورين بحجر واحد ،، فهو من ناحية يلمز بقوة في الدين المنافس "المسيحية" ويظهر أن رجال ذلك الدين قد جلبوا الخراب والقهر على أوروبا ومن ناحية أخرى - وهو الأهم - يدفع بأن المشكلة التي تحلها مبادئ العلمانية هي مشكلة ليست موجودة أصلا في دولة الإسلام حتى نحتاج لها حل 

الحقيقة أنه وللوهلة الأولى قد نوافق على أن الإسلام لم يعرف "رجال الدين" الرسميون المنتمين لكنيسة حاكمة أو لجامع حاكم ، بل يشهد تاريخ الإسلام أن الجوامع كانت جامعة بالفعل لفقهاء مذاهب متعددة ولم يكن هناك إقتتال كبير بين المذاهب الإسلامية إلا في بضع حالات مثل الإقتتال بين الشيعة والسنة 

لكن من حقنا أن نتسائل عن ماهية أشخاص مثل "أبو اسحق الحويني" و"محمد حسان" وشيخ الأزهر - فضلا عن رجال الدين الشيعة - وغيرهم إن لم يكونوا رجال دين بالمعنى الفعلي للكلمة؟ فهم أشخاص مصدر رزقهم الوحيد هو الدين وكلما ازداد اقبال الناس على الدين كلما ازدادوا ثراء ونفوذا وسلطة في نموذج مشابه لما كان عليه الحال مع رجال الدين الكنسيين في العصور الوسطى، بل أن بعضهم - وإن كان لا يحكم الدولة - لكنه ينتمي لتنظيم سياسي ديني يقوم على الطاعة وتراتب القيادات لا يختلف كثيرا عن النظام الكنسي ولهم أب يرشدهم ويقبلون أصابعه مثلما كان يفعل رجال الكنيسة مع البابا

زد على ذلك وجود مرشح رئاسي - هو أيضا شيخ يكسب رزقه من الوعظ على أحد القنوات الفضائية - يقول أنه لن يفرض على النساء المصريات زيا بعينه "بل أن الله الذي فرض ذلك الزى" على حد قوله ، في تجلي صريح لمعنى "الحكم الإلهي" الذي يحتج الإسلاميون بأنه لا يوجد في الإسلام ولذلك فدولة الإسلام ليست دولة دينية

ولكن دعني أسأل سؤالا قبل ذلك ، ما العيب في "الدولة الدينية" حتى يهاجمها المتحررون ويتبرأ منها المحافظون؟ ما العيب في دولة تنتسب لقيم الأخلاق والعدل والكرامة التي هي أسس أى دين؟ 

أرد هنا بأن العيب ليس في انتساب الدولة للدين وللقيم التي تنبع منه - فعمليا لكل مجتمع قيمه وخصائصه التي تنبع منها قيم دولته - ولكن الكارثة تكمن في أن تنحاز الدولة لصالح رؤية أحد الطوائف الدينية في تطبيق تلك القيم ضد رؤى بقية الطوائف 

الكارثة تظهر جلية عندما لا يتوقف إيمان طائفة ما عند حدود أن ما تعتنقه من عقيدة هو الصواب ولكن عندما يتعدى إيمانها حدود الإيمان الذاتي ويطالب ذلك الإيمان من أصحاب تلك الطائفة تسخير وتذليل بقية الطوائف 

فمثلا بينما تعتقد أحد الطوائف الدينية في المجتمع - لا أناقش هنا حجم تلك الطائفة - أن تغطية شعر المرأة هو الحد الأدنى المقبول للأخلاق - وحق الإعتقاد حق أصيل لتلك الطائفة - وبينما لا تشاركها بقية الطوائف نفس الإعتقاد ، نجد الدولة الطائفية لا تقف على الحياد من كل الطوائف ولا تعطي حق الإعتقاد والإجتهاد بالتساوي للجميع ، بل تنحاز لرؤية طائفة بعينها وتسعى لفرض تلك الرؤية على المجتمع ككل ، ليس من منطلق مشاركة الجميع في اتخاذ القرار بل من منطلق صحة ما تعتقده تلك الطائفة دينيا بدون الحاجة لتبريره بمبررات دنيوية مقنعة للجميع 

فنرى سعيا حثيثا لصياغة إيمان تلك الطائفة في قانون يفرض ذلك الإيمان بنفس شكله وتفاصيله على بقية الطوائف 

هنا لا تكمن مشكلة الدولة الدينية في سعيها للعدالة و الكرامة والحرية وإنما في إعتمادها على مفهوم طائفي - تختص به طائفة دون أخرى - للعدالة والكرامة والحرية فتصبح دولة طائفية تقسم الحقوق على المواطنين ليس بصفتهم مواطنين وإنما تبعا لطوائفهم الدينية والعقائدية ،، فيصبح من حق تلك الطائفة وحدها تولي المناصب العامة ومن حق الطائفة الأخرى فقط دفع ضرائب أقل 

يصبح من حق تلك الطائفة -المسيحيين الأرثوذكس على سبيل المثال - بناء دور عبادتها - لإن دين الطائفة الأكبر يعطيها ذلك الحق - بينما يحجب ذلك الحق عن طائفة أخرى - البهائيين مثلا- لإنها في نظر دين الطائفة الأكبر لا تمتلك ذلك الحق 

يصبح من حق تلك الطائفة - السنية على سبيل المثال فرض آرائها وارادتها وعقيدتها على طائفة أخرى تختلف معها في المنهج - الشيعة مثلا والعكس صحيح بنفس القدر - رغم إشتراكهم في نفس الدين 

هنا تصبح الطائفية وليس الدين هي الخطر الحقيقي الذي يتهدد الدولة ويهدد الأمن والعدالة والحرية فيها حيث يحول الدولة من أداة لحماية حقوق الأفراد وتنظيم شئون حياتهم لأداة لكي تفرض الطائفة الأكبر عقيدتها وسلطانها على ماعداها من طوائف مما يدفع المجتمع في دوامة من التمييز والعنصرية وماينتج عنهم من كراهية وتشاحن بين شركاء الوطن وتنافس ليس على مقدار ما يقدمه كل منا لوطنه بل تنافس على قدرة كل طائفة على إخراس صوت ماعداها من طوائف والتحكم فيما تحويه ضمائرها 

يقول أحدهم أيضا أن بلادنا التي هي أبعد مايكون عن أن تكون دول دينية لم تخل من طائفية وأقول له إن هذا حق لإن الطائفية ليست محصورة في ذلك الشكل القديم للحكم الكنسي والذي يقول دعاة الطائفية في زماننا أنه لا يوجد عندنا الآن ، بل أن الطائفية درجات ،أشدها ما فعلته الكنائس الأوروبية في السابق وليس أقلها مايفعله دعاة الطائفية في بلادنا من التمييز بين طوائف المجتمع وتقطيعها شيعا متناحرة 

لكل ذلك أقول أحذروا الدولة الطائفية التي تتجمل وتختبئ خلف إسم "الدولة الدينية" المخادع 

أحذروا الطائفية التي تبدو جلية في خلفية كل جملة تدافع عن الحكم الطائفي بوصفه صحيح الدين 

أحذروا الطائفية، ولا يقولن أحدكم "دولة دينية" بل أسموها اسمها الحقيقي "دولة الطائفية".

Thursday, October 13, 2011

Die schweigende Mehrheit

ترجمة مقال "عن الأغلبية الصامتة أتحدث" ضمن اطار مبادرة لي لك للتواصل الثقافي التابعة لمعهد جوتة

Donnerstag, 13. Oktober 2011

Die schweigende Mehrheit


 
Ägypten. Die schweigende Mehrheit darf nicht ignoriert werden, behauptet der junge Aktivist und Blogger Ahmed Badawy.
Er fordert, dass sie ernstgenommen und gehört wird - ganz besonders von den sogenannten "Internet-Jugendlichen".
 
Einer meiner politisch aktiven Freunde hat sich vor ein paar Tagen über die „schweigende Mehrheit“ und ihr Recht zu wählen lustig gemacht. Er behauptete, dass die „schweigende Mehrheit“ ein Hirngespinst sei und er schmälerte die Rolle und Wichtigkeit der Wahlen – schließlich weiß er ganz genau, dass die Internet-Gemeinde keinen großen Einfluss auf die Wahlen haben wird. Er sagte: „Das ist eine Revolution, da gibt’s keine schweigende Mehrheit und geh‘ mir weg mit den Wahlen!“ und „Wie kannst du einem kleinen Kind ein Streichholz geben und sagen, das ist Demokratie?!“

Diese Einstellung hat mich extrem aufgeregt, schließlich hat er ganz unverhohlen der Geringschätzung eines Teils der politischen Aktivisten – die gemeinhin als Befürworter der Demokratie gelten – gegenüber dem ägyptischen Volk und der Demokratie Ausdruck verliehen. Er will nicht zugeben, dass es eine schweigende Mehrheit gibt oder zumindest respektiert er ihr Recht nicht, ihr Schicksal selbst zu bestimmen.
So als ob gerade aus dem Nichts eine neue soziale Schicht erschienen ist, welche sich von den anderen durch ihren fortschrittlicheren, scharfsinnigeren, klareren und größeren Verstand und Wissen unterscheidet – eine Schicht von „Internet-Jugendlichen“, welche der Meinung ist, dass es ihr zusteht, das Schicksal des Landes unter Monopol zu nehmen und den Rest der Mitbürger, welche zufällig mit ihnen das gleiche Land teilen, nicht aber den Cyberspace, zu verachten.

Obwohl ich theoretisch auch zu dieser „privilegierten Schicht“ gehöre, weil ich Blogger und einer der ersten und aktivsten politischen Sprecher auf Facebook, Twitter und anderen Seiten bin, sehe ich mich dennoch gezwungen diesen neuen Chauvinismus der Internet-Jugend zurückzuweisen, genauso wie diese kranke elitäre Überheblichkeit, die eine Person dazu bringt, zu denken, dass sie mehr Rechte als andere besitzt, nur weil sie ein Account in einem sozialen Netzwerk besitzt oder weil sie so viel Freizeit hat, um sie in den Cafés von Cairo-Downtown totzuschlagen.

Meine Aktivisten-Freunde vergessen etwas sehr Wichtiges – sei es absichtlich oder aus fehlender Erfahrung: Es ist unmöglich, die Meinung der schweigenden Masse bei der Verwaltung der Landesangelegenheiten zu ignorieren. Ich persönlich kann nicht ignorieren, dass zu der schweigenden Mehrheit mein Vater, Anwalt und altes Mitglied der NDP, meine Mutter, die Angestellte ist und die mit mir eines Tages ihre Unterschrift für die Gründung der oppositionellen Ghad-Partei von Aiman Nour gegeben hat und dennoch manchmal glaubt, dass Nour die Unterschriften wirklich gefälscht hat [wegen diesem Vorwurf saß Nour unter Mubarak mehr als drei Jahre im Gefängnis] und mein Bruder, der sich für nichts anderes als Fußball interessiert und der die Präsidentschaftkandidatur Amr Moussas unterstützt, gehören.

Die Einstellungen dieser Drei sind lebendige Beispiele für den Begriff „die schweigende Masse“. Sie haben nie einen Blog oder einen Account bei Twitter besessen und sie gehören auf keinen Fall zu den ständigen Talkshow-Gästen, die im Fernsehen über die Zukunft des Landes debattieren. Und obwohl sie die meiste Zeit gegen politischen Aktivisten waren, hat das meinen Vater und meine Mutter nicht davon abgehalten, an den Protestmärschen am „Tag des Zornes“ teilzunehmen, sich den Tränengasbomben entgegenzustellen und auf dem Tahrir-Platz während der Millionen-Märsche dabei zu sein und es hinderte meinen Bruder nicht daran, sich in den Nachbarschaftswachen zu engagieren, auf die Revolution, die Revolutionäre und die Zerstörung zu schimpfen und Wael Ghonim zu beschuldigen, ein Freimaurer zu sein, obwohl er gar nicht weiß, was das Wort eigentlich bedeutet und dann bei dem Referendum teilzunehmen und „Ja zur Stabilität“ zu sagen, obwohl er, seitdem er vor Jahren die Uni verlassen hat, noch keinen festen Job gefunden hat.

Diese Leute sind die schweigende Masse. Sie müssen nicht unbedingt die ganze Zeit in einer bestimmten Haltung verharren, gegen die Revolution, für oder gegen die Muslimbrüder oder die Liberalen sein, aber sie wollen auf jeden Fall, dass Ägypten eine bessere Heimat für sie und ihre Kinder wird. Sie sorgen sich um Ägypten, selbst wenn sie es das eine oder andere Mal schon verflucht haben.

Sie sind mündige und mit allen Rechten ausgestattete Bürger und es geht nicht an, dass irgendjemand, egal welche Rolle er hat oder wie wichtig er ist, versucht, sich über sie hinwegzusetzen, so als ob sie nicht vorhanden sind. Genauso töricht, wenn nicht gar verbrecherisch, ist es, wenn wir uns über sie lustig machen oder ihr legitimes Recht ignorieren, an der Verwaltung der Staatsgeschäfte durch Wahlen und durch die Auswahl derjenigen, die das Land nach ihren Vorgaben für sie regieren sollen – und nicht etwa nach Vorgaben, die wir für sie festlegen – teilzunehmen.

Ahmed Badawy

Übersetzt von Fabian Ledwon

Saturday, September 24, 2011

About the silent majority I speak

المقال باللغة العربية The Arabic text

Few days ago one of my friends who support El Baradei was being sarcastic about the silent mass and their right to participate in the elections describing the term “silent mass” as a placebo meaningless term, & he said diminishing the role & importance of the elections – the elections he knows that the cyberspace people won’t win it for sure – : “it’s a revolution ,, there’s nothing called the silent majority & I don’t care about the elections” , “how can you give a child a match and call it democracy !!”.

My friend attitude really disturbed me as he was expressing – without the usual equivocating – the contempt of a segment of activists – who call themselves democratic – for the Egyptian people & democracy itself , as he on one hand doesn’t recognize the existence of the silent majority or at least doesn’t respect their right to determine their own fate, And on the other hand he is not different than the people who call them sometimes the remnant of the old regime "Foloul" and other times the “couch” party.

As if it had appeared out of nowhere a new social class distinguishes itself from others as the finest, the brightest, the purest and most understanding class, which is the class of internet youth who think that it is entitled for them to have a monopoly on the fate of the country and despise the rest of the citizens which their luck made them share the same country with this class without sharing their cyberspace with them.

Although I’m supposed to be one of this outstanding class as I’m described as a blogger and one of the first and the most active political activists exist on the Facebook, Twitter & other social sites, but I find myself forced to reject the new chauvinist & superiority of the internet youth which made them think they have rights more than others just because they have an account on a social website, or because they have much free time to spend sitting on downtown café.

The truth which many of my activist friends forget - intentionally or due to lack of experience – is that we can’t by any chance ignore the opinion of the silent majority in ruling the country they live in, I personally can’t ignore the fact that my dad – who’s a lawyer & had a membership in the former ruling national party -, my mom – the employee who went with me one day to make a power of attorney to Dr. Ayman Nour to establish “El Ghad” party & despite that sometimes she believes that the power of attorney made for El Ghad party were actually fake - & my brother – who doesn’t care about anything in life but football & supporting Amr Mousa for presidency – belong to the silent majority.

I see the three of them as living models for the term “the silent mass” as they never had a blog or an account on Twitter & of course they are not from the chronic guests of the talk show programs leading the discussion about the future of their country, although most of the time they’re against my political activities but that didn’t stop mom & dad from participating in the marches of the real anger day – 28 Jan. not the one cloned many times after that with no success -, exposing to tears gas bombs & being in El Tahrir Square during the millions demonstrations & didn’t prevent my brother to stand in the people’s committees cursing the revolution, the rebels & accusing Wael Ghomiem of being Masonic without even knowing what the word means, then participating in the referendum to say “yes” to stability although he hasn’t find a steady job since he graduated years ago.

These are the silent mass, not necessarily insisting on a certain situation with or against the revolution, Muslim Brotherhood or liberals but they necessarily want Egypt to be a better nation for them and their children, they necessarily scared about Egypt even if they curse it sometimes, they necessarily are citizens with full legal capacity & rights, & no one no matter who he is or what’s his role should overcome them as if they don’t exist & it’s so silly & sometimes we can call it a crime to make fun of them or ignore their legal right to participate in managing their states affairs through the only available way “voting in the elections & choosing who rules the country” according to what determined by them not what we determine for them.

And if we admit their right to participate in determining the fate of our country, so before blaming the army or the Islamists we have to admit our mistakes before, during & after the revolution & our severe omission in arranging our priorities and choosing our revolutionary leadership rather than finding all this amount of climbers & ignorant people talking in the name of the revolution while they’ve no idea why did the revolution happen or how to rule a country which lead to adjournment of the silent majority for the revolution & worst than that that we blamed Tawfek Okasha (TV presenter who attacks the revolution all the time) for distorting the revolution image in the eyes of ordinary people although many of whom we consider as revolutionary symbols are more ignorant, superficial and impudence than Tawfek Okasha, & we didn’t try to correct our mistakes but we’re satisfied by blaming others and exonerate ourselves.

Dear activist, the revolution was made to return to the people their right to determine their fate without any guardianship, & it wasn’t made to take the power from Mubarak & give it to you and your friends on Facebook.
Dear activist, it’s not a privilege that you participated in the revolution, you’re just of the millions of Egyptians who participated also, it’s not a privilege that you have an account on Twitter so you can give us a headache day & night saying that the revolution succeeded because they listened to you & it failed when it left you alone in El Tahrir square, if you owned a better point of view, influence or logic people would listen to you.

Dear activist, you’re not more concerned about the future of Egypt than the rest of the Egyptians, & your free time which you spend on the internet doesn’t give you an advantage than others to demand rights for yourself over others' rights

Dear activist, the revolution was made for freedom, democracy & social justice, so if you caught yourself despising others' right to determine their fate or describing them as ignorant or naive or demanding prevention of some people’s rights because they’re not qualified to use it, then you should know that you’re the naive, ignorant and unqualified to have the authority to determine the fate of others.

Dear activist, the revolution was made for democracy, so if you made the revolution above the democracy, you should expect that the coming revolution will be against you.

  Written by: Ahmad Badawy   &  Translated by: Dr.Hend Khattab

Wednesday, September 21, 2011

عن الأغلبية الصامتة أتحدث

The English Text المقال باللغة الإنجليزية

قام أحد أصدقائي المؤيدين للبرادعي منذ أيام بالتهكم على الكتلة الصامتة و حقهم في الإنتخاب واصفا الكتلة الصامتة بأنه مصطلح وهمي لا معنى له ومقللا من دور وأهمية الإنتخابات - التي يعلم بكل تأكيد أن لا نصيب لأهل الفضاء الإلكتروني فيها - قائلا باللفظ "دي ثورة ،، مفيش حاجة اسمها أغلبية صامتة وطظ في الإنتخابات" و"ازاى تدي طفل صغير عود كبريت وتقول ديمقراطية" !!

الحقيقة أن موقف صديقي أزعجني للغاية فهو يعبر - بدون المواربة المعتادة - عن احتقار شريحة من النشطاء - المتصفين بأنهم من دعاة الديمقراطية - للشعب المصري و للديمقراطية نفسها ، فهو من ناحية لا يعترف بوجود الأغلبية الصامتة أو على الأقل لا يحترم حقهم في تقرير مصيرهم ولا يختلف عن موقف من يدعوهم تارة الفلول وتارة أخرى حزب الكنبة

وكأنه قد ظهرت من العدم طبقة اجتماعية جديدة تميز نفسها عن الآخرين بوصفها الأرقى والأذكى والأنقى والأكثر فهما وعلما وهي طبقة شباب الانترنت التي ترى أنه يحق لها أن تحتكر مصير الوطن وتحتقر بقية المواطنين الذين شاء حظهم أن يشاركوهم فيه دون أن يشاركوهم فضائهم الإلكتروني!

ورغم من أنني من المفترض أن أنتمي إلى تلك الطبقة المتميزة بوصفي من المدونين وأحد أول وأنشط المتواجدين سياسيا على الفيس بوك والتويتر وغيرهم من المواقع الإجتماعية إلا أنني أجد نفسي مجبراً على رفض تلك الشوفينية الجديدة لدى شباب الإنترنت وذلك الإستعلاء النخبوي المريض الذي يجعل الشخص يظن أن له حقوقا أكثر من غيره لمجرد أنه يمتلك حساب على موقع تعارف اجتماعي أو لإنه يمتلك وقت فراغ كبير يقضيه على مقاهي وسط البلد!

الحقيقة التي يتغافل عنها أصدقائي النشطاء عن عمد أو عن قلة خبرة هي أنه لايمكن بأى حال من الأحوال تجاهل رأى الكتلة الصامتة في إدارة شئون بلادهم التي يعيشون فيها ،، وأنا شخصيا لا يمكنني تجاهل حقيقة أن الأغلبية الصامتة ينتمي إليها أبي المحامي صاحب العضوية القديمة في الحزب الوطني ووالدتي الموظفة التي ذهبت معي يوما لعمل توكيل للدكتور أيمن نور لإنشاء حزب الغد ومع ذلك كانت أحيانا ما تصدق أن التوكيلات مزورة بالفعل وأخي الذي لا يهتم بشئ في الحياة سوي كرة القدم ويؤيد عمرو موسى لرئاسة الجمهورية

هؤلاء الثلاثة أراهم نماذج حية لمصطلح الكتلة الصامتة , فهم لم يكن لهم يوما مدونة أو حساب على تويتر وليسوا بالقطع من الضيوف المزمنين على برامج التوك شو ليقودوا النقاش حول مستقبل البلد التي يعيشون فيها ورغم أنهم كانوا أغلب الوقت ضد نشاطي السياسي إلا أن ذلك لم يمنع أبي وأمي من أن يشاركوا في مسيرات يوم الغضب - الحقيقي يوم ٢٨ يناير وليس المستنسخ عدة مرات بعدها دون نجاح - وأن يتعرضوا لقنابل الغاز المسيل للدموع وأن يتواجدوا في ميدان التحرير أثناء المليونيات ولم يمنع أخي من أن يقف في اللجان الشعبية ليسب الثورة والثوار والخراب ويتهم وائل غنيم بإنه ماسوني رغم أنه لا يعلم معنى تلك الكلمة أصلا ثم يشارك في الاستفتاء ليقول نعم للاستقرار رغم أنه منذ تخرج من كليته منذ سنوات لم يجد عملا مستقراً

هؤلاء هم الكتلة الصامتة ،، ليسوا بالضرورة ثابتين على موقف محدد طوال الوقت مع أو ضد الثورة ومع أو ضد الأخوان أو الليبراليين ،، لكنهم بالضرورة يريدون مصر وطناً أفضل لهم ولأبنائهم ، هم بالضرورة يخافون على مصر حتى ولو لعنوها أحيانا ، هم بالضرورة مواطنين كاملي الأهلية والحقوق ويجب ألا يحاول أحد أيا كان دوره وحجمه أن يتجاوز عنهم كأنهم غير موجودين ومن الحماقة التي تصل لحد الجريمة أن نسخر منهم أو أن نتجاهل حقهم المشروع في المشاركة في إدارة شئون دولتهم عن طريق الوسيلة الوحيدة المتاحة أمامهم وهي التصويت في الإنتخابات وإختيار من يحكم البلاد وفقاً لما يحددونه هم لا وفقا لما نحدده نحن لهم

وإذا ما أعترفنا بحقهم في المشاركة في تقرير مصير وطننا المشترك فلابد قبل أن نلوم العسكر أو الإسلاميين فيجب أن نعترف بأخطائنا قبل وأثناء وبعد الثورة وتقصيرنا الشديد في ترتيب أولوياتنا واختيار قياداتنا الثورية لنجد كل ذلك الكم من المتسلقين والجهلة يتحدثون بإسم الثورة وهم لايفقهون لماذا قامت الثورة أو كيف تدار الدولة مما تسبب في انفضاض الأغلبية الصامتة عن الثورة والأسوأ من ذلك أننا ألقينا باللوم على توفيق عكاشة لأنه شوه صورة الثورة في أعين البسطاء رغم أن العديد ممن نعتبرهم رموز ثورية هم أكثر جهلا وسطحية وصفاقة من توفيق عكاشة ولم نحاول أن نصحح أخطائنا بل أكتفينا بلذة لوم الآخرين وتبرئة أنفسنا

عزيزي الناشط ، الثورة قامت لتعيد للشعب حقه في تقرير مصيره بنفسه ودون وصاية من أحد ولم تقم لتأخذ السلطة من مبارك لتعطيها لك ولأصدقائك على صفحتك على الفيس بوك

عزيزي الناشط ، ليس فضلا منك إنك شاركت في الثورة - فأنت مجرد واحد من ملايين المصريين - وليس فضلا منك أن لديك حساب على تويتر حتى تصدعنا ليل ونهار أن الثورة أنتصرت عندما استمعت إليك وانكسرت عندما تركتك ورحلت عن التحرير ،، لو كنت تملك رؤية أو تأثيرا أو منطق أفضل من غيرك لإستمع الناس إليك

عزيزي الناشط ، لست أكثر حرصا على مستقبل مصر من بقية أهلها ولا تعطيك ساعات فراغك التي تقضيها على الإنترنت ميزة عن غيرك لتطالب بحقوق لنفسك فوق حقوقهم

عزيزي الناشط ، الثورة قامت من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ، فإذا ضبطت نفسك تحتقر حق الشعب في تقرير مصيره أو تصفه بالجهل أو السذاجة أو تطالب بمنع بعض حقوقه عنه لإنه غير مؤهل لممارستها فإعلم إنك أنت الجاهل الساذج غير المؤهل لتكون صاحب سلطة تقرير مصير غيرك

عزيزي الناشط ، الثورة قامت من أجل الديمقراطية ، فإذا جعلت الثورة فوق الديمقراطية فتوقع أن تكون الثورة القادمة ضدك أنت من حيث لا تدري ولا تحتسب ,,

أحمد بدوي الرفيعي
15-9-2011

تدوينات اخرى في نفس الموضوع

عن حتمية انتصار الثورة ..فقدان النظام لقوته
http://bad-way.blogspot.com/2011/02/1.html

الشرطة في خدمة الشعب .. طب والشرطة العسكرية في خدمة مين؟

http://bad-way.blogspot.com/2011/02/blog-post_21.html

الفوضي القادمة وكيفية التغلب عليها

http://bad-way.blogspot.com/2011/02/blog-post_26.html

اللعب مع الجيش

http://bad-way.blogspot.com/2011/03/blog-post_24.html

اسقاط شرعية الجيش الآن هي الثورة المضادة

http://bad-way.blogspot.com/2011/04/blog-post_3320.html

المجلس الرئاسي والتهريج السياسي

http://bad-way.blogspot.com/2011/05/blog-post_22.html

أرفض تأجيل الانتخابات

http://bad-way.blogspot.com/2011/05/blog-post_30.html

مصر الجنة في انتظارنا

http://bad-way.blogspot.com/2011/06/blog-post_17.html

اللي بيحصل في مصر

http://bad-way.blogspot.com/2011/07/blog-post.html


انتصار الثورة المضادة
http://bad-way.blogspot.com/2011/07/blog-post_23.html


قل أعراب ولا تقل سلفيين
http://bad-way.blogspot.com/2011/07/blog-post_30.html

Wednesday, September 7, 2011

أصنع أسطورتك ولا تخضع

أعلم - عن تجربة - كم هو صعبا أن تعيش وفقا لمبادئك ، خاصة إذا كانت مبادئك تقدس الحرية في مجتمع يؤمن بالسلطة أكثر مما يؤمن بالإختيار .. و خاصة إذا كانت مبادئك تعلي من قيمة التسامح في مجتمع يعشق الإنتقام و يرفعه فوق الحق في الحياة .. و خاصة إذا كانت مبادئك تحثك على الرحمة و الحق في مجتمع - صغيرا كان أم كبيرا - ينتشي بالقوة و يحترم الباطشين و يطالبك بأن تكون بألف وجه حتى يقبلك داخله

أعلم أنه من الصعب أن تعيش وفقا لمبادئ تحثك على النظر للأمور بموضوعية في مجتمع يتغذى على النفاق ورفع المنافقين فوق المنابر ، مجتمع يرى في وصف الأمور بأوصافها الحقيقية نقص عقل و دين و أخلاق ، فلا خلاص لنا - وفقا لعقلية مجتمعنا - إن لم نجل كبرائنا حتى لو علمنا عنهم الخطأ و رأينا منهم النواقص ، و لا خلاص لنا - وفقا لعقلية مجتمعنا - إن لم نلتحق بركب "قطيع ما" يسبغ علينا حمايته ويحدد لنا إختياراتنا .. قطيع ننتمي له بلا تفكير و ندافع عنه في الحق و الباطل ،، قطيع في هذا الإتجاه أو ذاك ،، المهم أن يكون لك تصنيف ما يمكن قياسك عليه

من الصعب أن تؤمن بحق الضعيف و الفقير و الشخص العادي في الندية مع القوي و الغني و صاحب السلطة في مجتمع يقيم الحد على الضعيف ويطحن الفقير ويهمش الفرد و ويختلق التبريرات والحجج للقوي وينصر الغني و يحصن صاحب السلطة من أى نقد

من الصعب أن تؤمن بالفرص و الحقوق المتساوية في مجتمع قائم على التمييز البغيض ، تمييز ديني و جنسي و اجتماعي ، مجتمع يرى الأقليات أخطاء حسابية يجب إصلاحها أو تهميشها و يرى الأنوثة خطأ خلقي و خطيئة أخلاقية يجب وأدها أو قمعها و يرى الفقر قرين الذلة والهوان فلا رأى لمن لا مال لديه

أعلم كل هذا و أكابده يومياً على المستوى النظري ... فكلما تمسكت بمبادئك عن الحرية و المساواة و العدل و الرحمة و الصدق أكثر كلما واجهت استبدادا و تمييزا و ظلما و قسوة أكثر ,, لطالما واجهت كل ذلك نظرياً على مستوى الأفكار و الآراء و الكتابات .. و لذلك أكتسبت عداء البعض و بغضهم و أكتسبت احترام البعض الآخر و تقديرهم

لكن ما يصنع احترامك الحقيقي لذاتك و لمبادئك هو ألا تكون تلك المبادئ مجرد نظريات على الورق تدافع عنها طالما لم تخرج إلى الواقع و تتجسد في حياتك ، ما يصنع إحترامك لذاتك هو مدى تناسقك مع مبادئك في حياتك الخاصة والعامة تناسق فعلي قد يرضى عنه المجتمع أو غالبا يلعنه
لكنك في خطواتك لا تجعل من رضا المجتمع إغراء و لا من رفضه تهديد .. بل تفعل و تقول ما يمليه عليك عقلك و قلبك و ضميرك .. ما يصنع أسطورتك الذاتية هو أن تتحرر من القيود الخارجية و الأساطير الخيالية ،، ما يكسبك إحترام ذاتك لذاتك هو أن تكون أنت ذاتك لا ما يريده الآخرون - غنم القطيع - أن تكون

يقولون في المثل الشعبي المصري أسعى يا عبد ،، و أقول بل أسعى يا حر و أجبر الكون كله على السعى معك و خلفك و على خطاك و لا تخضع